الامام ندم على حرب الجمل
نص الشبهة والمصدر
الامام ندم على حرب الجمل
يفضلني على أبي بكر وعمر لأجلدنه حد المفتري
من لم يمسح على خفيه فهو صاحب بدعة
وغيــــــــــــــــــــــرها
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٧ - الصفحة ٣٥٤
64 - رجال الكشي: وجدت في كتاب أبي محمد جبرئيل بن أحمد الفاريابي بخطه حدثني محمد
بن عيسى، عن محمد بن الفضيل الكوفي، عن عبد الله بن عبد الرحمان عن الهيثم بن واقد، عن ميمون بن عبد الله قال:
أتى قوم أبا عبد الله عليه السلام يسألونه الحديث من الأمصار، وأنا عنده،
فقال لي: أتعرف أحدا من القوم؟ قلت: لا فقال:
كيف دخلوا علي؟ قلت: هؤلاء
قوم يطلبون الحديث من كل وجه، لا يبالون ممن أخذوا
، فقال لرجل منهم: هل سمعت من غيري من الحديث؟ قال: نعم قال:
فحدثني ببعض ما سمعت.
قال: إنما
جئت لأسمع منك، لم أجئ أحدثك، وقال للاخر: ذلك ما يمنعه أن يحدثني ما سمع؟ قال: تتفضل أن تحدثني بما سمعت، أجعل
الذي حدثك حديثه أمانة لا أتحدث به أبدا؟ قال: لا قال: فسمعنا بعض ما اقتبست من العلم حتى نعتد بك إن شاء الله
قال: حدثني سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد عليه السلام قال:
النبيذ كله حلال إلا الخمر، ثم سكت
فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني
--------------------------------------
(1) رجال الكشي ص 248 وليس في آخر الحديث لفظ " به ".
(2) نفس المصدر ص 249 وفيه " عرابها " بدل " عزاليها ".
(٣٥٤)
سفيان عمن حدثه عن محمد بن علي عليه السلام
أنه قال: من لم يمسح على
خفيه فهو صاحب بدعة، ومن لم يشرب النبيذ فهو مبتدع، ومن لم يأكل الجريث (1) وطعام أهل الذمة وذبايحهم فهو
ضال أما النبيذ فقد شربه عمر نبيذ زبيب فرشحه بالماء، وأما المسح على الخفين فقد مسح عمر على الخفين ثلاثا
في السفر، ويوما وليلة في الحضر، وأما الذبائح فقد أكلها علي عليه السلام وقال: كلوها، فان الله تعالى يقول:
" اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم "
(2) ثم سكت.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا
فقال: فقد حدثتك بما سمعت فقال: أكل الذي سمعت هذا؟ قال: لا، قال: زدنا قال: حدثنا عمرو بن عبيد، عن الحسن قال:
أشياء صدق الناس بها، وأخذوا بما ليس في كتاب الله لها أصل، منها: عذاب القبر ومنها الميزان،
ومنها الحوض، ومنها الشفاعة، ومنها النية، ينوي الرجل من الخير والشر فلا يعمله فيثاب عليه ولا يثاب الرجل
إلا بما عمل إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا قال: فضحكت من حديثه، فغمزني أبو عبد الله عليه السلام أن كف حتى نسمع.
قال: فرفع رأسه إلي فقال:
وما يضحكك؟ من الحق أم من الباطل؟ قلت له: أصلحك الله وأبكي؟! وإنما يضحكني منك تعجبا كيف حفظت هذه الأحاديث؟
فسكت، فقال أبو عبد الله عليه السلام:
زدنا
قال: حدثني سفيان الثوري،
عن محمد بن المنكدر أنه رأى عليا عليه السلام على منبر بالكوفة وهو يقول:
لئن أتيت برجل يفضلني على أبي بكر وعمر لأجلدنه حد المفتري
، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا فقال:
حدثني سفيان عن جعفر أنه قال: حب أبي بكر وعمر إيمان، وبغضهما كفر.
قال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني يونس بن عبيد،
عن الحسن أن عليا عليه السلام أبطأ على بيعة أبي بكر، فقال له عتيق: ما خلفك عن البيعة؟ والله لقد هممت أن
---------------------------------------
(1) الجريث: هو بالثاء المثلثة كسكيت ضرب من السمك يشبه الحيات.
(2) سورة المائدة الآية: 5.
(٣٥٥)
أضرب عنقك، فقال علي عليه السلام خليفة رسول الله لا تثريب، فقال له أبو عبد الله عليه السلام:
زدنا.
قال:
حدثني سفيان الثوري، عن الحسن أن أبا بكر أمر خالد بن الوليد أن يضرب عنق علي عليه السلام إذا سلم من صلاة الصبح،
وان أبا بكر سلم بينه وبين نفسه، ثم قال: يا خالد! لا تفعل ما أمرتك، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال:
حدثني
نعيم بن عبيد الله، عن جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال: ود علي بن أبي طالب عليه السلام أنه بنخيلات ينبع، يستظل
بظلهن، ويأكل من حشفهن ولم يشهد يوم الجمل ولا النهروان،
وحدثني به سفيان، عن الحسن، قال أبو عبد الله عليه السلام:
زدنا قال: حدثنا عباد، عن جعفر بن محمد أنه قال: لما رأى علي بن
أبي طالب عليه السلام يوم الجمل كثرة الدماء، قال لابنه الحسن: يا بني هلكت
قال له الحسن: يا أبت أليس قد نهيتك عن
هذا الخروج؟ فقال علي عليه السلام: يا بني لم أدر أن الامر يبلغ هذا المبلغ
، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا.
قال: حدثنا سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد عليه السلام أن عليا عليه السلام لما قتل أهل صفين بكى
عليهم، ثم قال: جمع الله بيني وبينهم في الجنة قال: فضاق بي البيت وعرقت، وكدت أن أخرج من مسكي (1) فأردت أن أقوم
إليه فأتوطأه ثم ذكرت غمز أبي عبد الله عليه السلام فكففت فقال له أبو عبد الله عليه السلام: من أي البلاد أنت؟ قال:
من أهل البصرة
قال: هذا الذي تحدث عنه وتذكر اسمه جعفر بن محمد تعرفه؟
قال: لا قال: فهل سمعت منه شيئا قط؟ قال: لا، قال: فهده الأحاديث
عندك حق؟ قال: نعم، قال: فمتى سمعتها؟ قال: لا أحفظ قال: إلا أنها أحاديث أهل مصرنا، منذ دهرنا لا يمترون فيها.
قال له أبو عبد الله عليه السلام: لو رأيت
هذا الرجل الذي تحدث عنه فقال لك هذه التي ترويها عني كذب، وقال: لا أعرفها ولم أحدث بها، هل كنت تصدقه؟ قال:
لا قال: لم؟ قال: لأنه شهد على قوله رجال لو شهد أحدهم على عتق رجل لجاز
---------------------------------------
(1) مسكى: المسك بسكون السين: الجلد جمع مسك ومسوك والقطعة منه مسكة.
(٣٥٦)
قوله، فقال: اكتب بسم الله الرحمان الرحيم حدثني أبي، عن جدي، قال:
ما اسمك؟ قال: ما تسأل عن اسمي إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: خلق الله
الأرواح قبل الأجساد بألفي عام، ثم أسكنها الهواء، فما تعارف منها ثم ائتلف ههنا، وما تناكر ثم اختلف ههنا،
ومن كذب علينا أهل البيت حشره الله يوم القيامة أعمى يهوديا وإن أدرك الدجال آمن به، وإن لم يدركه آمن به
في قبره، يا غلام ضع لي ماءا وغمزني وقال: لا تبرح، وقام القوم فانصرفوا، وقد كتبوا الحديث الذي سمعوا منه.
ثم إنه خرج ووجهه منقبض فقال: أما سمعت ما يحدث به هؤلاء؟ قلت:
أصلحك الله ما هؤلاء، وما حديثهم؟ [قال أعجب حديثهم] كان عندي الكذب علي والحكاية عني، ما لم أقل ولم يسمعه عني
أحد، وقولهم: لو أنكر الأحاديث ما صدقناه ما لهؤلاء لا أمهل الله لهم، ولا أملى لهم ثم قال لنا: إن عليا عليه
السلام لما أراد الخروج من البصرة قال على أطرافها ثم قال: لعنك الله يا أنتن الأرض ترابا، وأسرعها خرابا،
وأشدها عذابا، فيك الداء الدوي، قيل: ما هو يا أمير المؤمنين؟ قال: كلام القدر الذي فيه الفرية على الله، وبغضنا
---------------------------------------
أهل البيت، وفيه سخط الله، وسخط نبيه صلى الله عليه وآله وكذبهم علينا أهل البيت، واستحلالهم الكذب علينا (1).
65 -
رجال الكشي: محمد بن مسعود، عن علي بن الحسن، عن
محمد بن الوليد عن العباس بن هلال قال: ذكر أبو الحسن الرضا عليه السلام أن سفيان بن عيينة لقي أبا عبد الله
عليه السلام فقال له: يا أبا عبد الله إلى متى هذه التقية، وقد بلغت هذا السن؟ فقال: والذي بعث محمدا بالحق،
لو أن رجلا صلى ما بين الركن والمقام عمره، ثم لقي الله بغير ولايتنا أهل البيت، للقي الله بميتة جاهلية (2).
66 - بشارة المصطفى: محمد بن عبد الوهاب الرازي، عن محمد بن أحمد النيسابوري
---------------------------------------
(1) رجال الكشي ص 249 بتفاوت.
(2) نفس المصدر ص 248.
(٣٥٧)
الاجابة باختصار
الرواة من المخالفين والاحاديث عنه مفتراة عليه بشهادة الامام الصادق عليه السلام
التفصيل
---------------------------------------
1- سفيان الثوري من المخالفين للكتاب والعترة وهو من ثقاتهم واعلامهم
2- الراوي كان ينقل عن الامام الصادق عليه السلام روايات مكذوبة وهو لايعرفه ولايعلم انه يتكلم مع الامام
وهذا مذكور في نفس الرواية
3- الامام الصادق عليه السلام صرح بوضوح عن هؤلاء
[قال أعجب حديثهم]
كان عندي الكذب علي والحكاية عني، ما لم أقل ولم يسمعه عني
أحد، وقولهم: لو أنكر الأحاديث ما صدقناه ما لهؤلاء